تم تعريف مرض السكري من قبل منظمة الصحة العالمية في جنيف عام 1979 على انه ارتفاع مستوى السكر في الدم عن الحدود الطبيعية وظهوره في البول لاسباب اما تكون وراثية او بيئية او لعوامل اخرى كثيرة كالارتباط مع امراض القلب والاوعية الدموية والبدانة وزيادة الوزن الخ..
وفي كثير من الحالات تؤثر هذه العوامل مجتمعة بحيث يكون داء السكري هو العاقبة.
اما المنظم الرئيسي لمستوى الجلوكوز في الدم فهو هرمون الانسولين الذي تصنعه خلايا بيتا في البنكرياس وتفرزه في الدم.
وفي دم كل إنسان يوجد قدر من السكر لحاجة الجسم إليه كمصدر للطاقة. ويحصل الإنسان على هذا السكر من تناوله للأغذية النشوية والسكرية (الكربوهيدرات) وهي أغذية تهضم في القناة الهضمية وتتحول إلى سكر الجلوكوز الذي يتم امتصاصه في القناة الهضمية ليذهب إلى مجرى الدم كي يستفيد منه الجسم كمصدر للطاقة.
غير ان هذه العملية تتميز بالبطء وهو ما يؤدى الى بطء مماثل في عملية امتصاص الدورة الدموية لكمية السكر في القناة الهضمية.
وعندما نتناول كميات كبيرة من المواد الكربوهيدراتية فإن هذا يعني وجود كمية كبيرة من السكر في القناة الهضمية وبالتالي زيادة ارتفاع مستوى السكر الممتص في الدورة الدموية بكمية تزيد كثيرا على احتياج الإنسان للسكر كمصدر للطاقة، لذلك تخزن هذه الكمية في الكبد (المخزن الرئيسي) والعضلات ليتزود بها الإنسان عندما تقل كمية الطاقة الداخلة للجسم على صورة طعام، ويستطيع الجسم تنظيم كمية السكر الموجودة في الدم بعناية فائقة إذ ترتفع كمية السكر في الدم بعد تناول الوجبة الغذائية تدريجيا ويخزن الزائد بسرعة وبكفاءة عالية في الكبد والعضلات حتى لا يتجاوز مستوى السكر في الدم عن حد معين، وبهذه العملية يعود السكر إلى مستواه الطبيعي.
ويحتاج جسم الإنسان للطعام من اجل النمو وتجديد الخلايا، كما أن الطعام يزود الجسم بالطاقة الضرورية للحركة. والجلوكوز، هو أحد أنواع السكر الناتج عن عملية هضم جزء من الطعام، وضروري للحصول على الطاقة.
اما دور غدة البنكرياس التي تقع خلف المعدة، فإنها تقوم في الجسم السليم بإفراز “هرمون الأنسولين” ومهمته الالتصاق بأماكن محددة على جدار الخلايا الخارجي لإدخال الجلوكوز الموجود في الدم إليها.
وفي حالة حصول نقصان في كمية الأنسولين أو وجود خلل ما في الأماكن المحددة لهذا الهرمون على الخلايا، تزداد كمية الجلوكوز (السكر) في الدم، وعندها يمكن أن تظهر على المريض أعراض داء السكري.
وقد تعود زيادة السكر في الدم إلى عدم وجود هرمون الأنسولين أو لنقصه أو لزيادة العوامل التي تعاكس أو تضعف مفعوله. وهذا يعني أن هناك اختلالا في التوازن بين كمية الأنسولين المفرزة وبين كمية السكر في الدم وهو ما يؤدي إلى تغيرات واضطرابات في التمثيل الغذائي للنشويات. ولذلك، فإنه لا توجد قاعدة واحدة يمكن اتباعها في جميع الاحوال مع مرضى السكري في شهر رمضان المبارك، فالحالة يمكن ان تختلف من مصاب لآخر وفقا لحدة المرض ومدى تطوره ضمن الصنف الأول أو الثاني والذي يختلف من مريض إلى آخر.
ولما كان في هذا الشهر من عبادات تؤثر تأثيراً مباشراً في الصحة، فان على المصاب بداء السكري مراعاة ذلك التأثير خاصة ان للصيام أثراً إيجابياً عليهم، ولكن يبقى عليهم مراعاة جانب الغذاء والدواء في هذا الشهر الذي يختلف اختلافا كليا عن باقي أشهر السنة حيث تطرأ فيه عدة تغييرات اهمها: تغير النظام الغذائي من حيث عدد الوجبات وأوقاتها ومكونات الوجبات والسعرات الحرارية.
تغير النشاط اليومي، إذ يقل في الغالب خلال النهار ويزداد ليلا وخصوصا لدى من يؤدون صلاة التراويح والقيام مما ينعكس بصورة واضحة على نسبة السكر في الدم. بل إن النشاط الزائد خلال فترة الصوم قد تؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم.
تغير النظام العلاجي، حيث يحتم تغير نظام الغذاء والنشاط اليومي تغيير النظام العلاجي ايضا، وذلك يتوجب مراجعة الطبيب لتجنب الانخفاض الشديد الذي قد يحدث أثناء الصوم أو ارتفاعه خلال فترة الإفطار في اليوم الواحد.