ا من يُضيئُ بوسط الفرش يالفتُ
والخدُّ يسكُنُ فيهِ الوردُ والبفتُ
وقلبُكَ الأبيضُ الوضاءُ طيبَتُهُ
خُبِّرتُ عنها ، وعنها الناسَ خَبَّرتُ
غَزُّوكَ بالجنبِ شالوا اللبَّ أغلبَهُ
وما شكوتَ فلا حسٌ ولا صَوتُ
وشوحوكَ ببعضِ الزيتِ في حَذَرٍ
وقلبوك على الجنبينِ يا لفتُ
وأنت من طبخِ نابُلْسٍ وفي نظري
منِ أطيبِ الأكلِ مما في الصِّبا ذُقتُ
بالرُزِّ واللحم محشياً ومن صِغريَ
مع الطَحينةِ والليمونِ أحببتُ
من أطيب الأكل محشيٌ من الجزرِ
بالرُزِّ واللحم من ضانٍ ومنِ بَقري
وحفرُه ليسَ سهلاً من صَلابته
فنقرهُ مثلُ قَدْح السيخِ في الحجرِ
عند المناجرِ بعضُ الناس تنقرُه
من فكرة لَمعت في رأس مُبتكرِ
والتمرْ هندي يزَّكيه ويُكسِبُه
بَعضَ الحموضَةِ من معجونِه العَطِرِ
نابُلْسُ أبناؤها تَشتاقُ أكلتَه
من طيبِ نكهتهِ حبوه في الصِّغرِ
تذكَروا طعمَهُ والطعمُ ذكرَّهُم
عهدَ الطفولةِ من أيامِ مُفتَكرِ
ما أطيبَ مَحشيَ اللخنة
لحما معَ رزٍ والسَمنه
وعليها الثومُ يرافِقها
والطبخَةُ عابقةٌ سُخنَه
قطعُ البندورةِ تجعَلُها
حامضةً نكهتُها حَسَنه
والنابُلْسي يتذَكَرُها
وتُذكِّرُهُ دوماً وَطَنَه
بلدُ الانسانِ وموطِنُه
في العين وفي القلبِ الجَنه
يشتاقُ لهُ ويحِنُ لَهُ
لو غادَرَه من ألف سَنه